قال عز وجل {بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى} والمعيار الحقيقي لفلاح الانسان وفوزه الفوز الحقيقي الدائم هو ما جاء في قوله تعالى {.. فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور}.
ولهذا كان لكل من الناس هدف، وكل منهم يسعى سعياً مناسباً لطبيعة هذا الهدف وتحديد المستقبل الذي يريد الوصول إليه، وفي ذلك يقول تعالى {فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وماله في الآخرة من خلاق ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار}.
ولهذا يتفق العقلاء على أن الفوز الحقيقي هو فوز الإنسان بالنجاة في ذلك اليوم من عذاب الله عز وجل ودخوله الجنة كما قاله عز وجل:
{… فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز….} ومن هنا تحدثت في الحلقة الأولى من هذه الرسائل عن أهمية موازنة المسلم بين المادة والروح، وأصحاب هذا السلوك المتكامل أصحابه ينظرون إلى ما ينبغي أن ينظر إليه فعلاً، أصحابه ينظرون إلى حياة أبدية، لا تنتهي بنعيم أصحابها بكل ما يشتهون فقط، ولكن لهم مع ذلك وفوق ذلك الخلد!!. (وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون) إذن ما ينبغي أن ينظر إليه حقاً، هو ذلك المستقبل.
فتحدد ملامحه وصفاته وطبيعته بالسلوك في هذه الدنيا (التي هي دار عمل) وفي مهلة وفي وقت ينبغي أن يستثمر لتحقيق المستقبل المشرف في ذلك اليوم.
ولا تتصور أنت يا بني ولا غيرك أن مثل هذا الأمر صعب، بل هو في الحقيقة يسير على من يسره الله عليه، وقد بين جل جلاله كيف يمكن للإنسان ان يصل إلى هذا المستقبل في يسر وسهولة {قل إن كنتم تحبون الله} ماذا تفعلون؟ {فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم}.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق