حذرت "سمدار بيري" محررة الشئون العربية في صحيفة يديعوت أحرونوت والتي كانت تعتبر من اصدقاء الرئيس المخلوع مبارك مما أسمتهم قوة الستة الكبار حول الرئيس المصري د.محمد مرسي، مشيرة في تحقيق لها نشرته في الصحيفة أن إسرائيل تتابع تحركات هؤلاء الستة وترصدها وتعرف أن قرارات مرسي تصدر بصورة أو بأخرى بناء على نصائح هؤلاء الستة المباشرة إليه.
أول هؤلاء الستة الذي ذكرتهم الصحيفة المستشار د.محمود مكي نائب الرئيس، والذي وصفته بيري بالمسئول النزيه وسط أوساط القضاء والذي أتى به الرئيس مرسي بعد معركته الأولى مع القضاء والتي اشتعلت عقب قراره بإعادة عقد جلسات مجلس الشعب من جديد.
وزعمت بيري أن مكي حجة قانونية وبالتأكيد سيجعل صورة الرئاسة أفضل بكثير في أي صراع قانوني من الممكن أن يخوضه الرئيس المصري المنتخب، خاصة بعد أن شعر بالحرج عقب صراعه ضد المحكمة الدستورية العليا التي ألغت قراره بإعادة مجلس الشعب من جديد.
واهتمت بيري بعرض السيرة الذاتية لمكي موضحة أنه كان في الأصل رجل أمن في سلاح الأمن المركزي والذي كان يعد أداة النظام لقمع الشعب، إلا أن استقالته من هذا السلاح وعمله في القضاء ومن ثم ثورته على النظام هي بالتأكيد رسائل قوية حسمت اختياره نائبا.
ثاني هؤلاء المستشارين د.أحمد مكي وزير العدل، والذي تصفه بيري بصاحب الخبرة القانونية والذي يمهد من الآن للرئيس محمد مرسي الطريق القانوني سواء لإعداد دستور جديد يحكم البلاد أو التعامل مع المنظمات الحقوقية والهيئات التي من الممكن أن تثير تصريحاتها حرجا للرئيس أمام الشعب.
اللافت أن بيري قالت إن أحد مهام أحمد ومحمود مكي الرئيسية أيضا هو التخفيف من حدة التصريحات التي يدلي بها من أسمتهم بــ"الرؤساء المصغرين" في مصر، وتقصد هنا قيادات جماعة الإخوان المسلمون ممن يدلون بالكثير من التصريحات الإعلامية والتي وصل إلى إسرائيل معلومات إنها تضايق الرئيس شخصيا، إلا أنه لا يستطيع إهانة أو مضايقة هؤلاء المتحدثين، سواء لصداقته معهم أو لمزاملتهم له على مدار سنوات في حزب الحرية والعدالة، وهو ما جعله يولي أحمد ومحمود مكي مهمة الحديث في الإعلام بدلا من هؤلاء "الرؤساء المصغرين" بحسب وصف الصحيفة.
ثالث الشخصيات القوية وراء الرئيس هو اللواء رأفت شحاتة القائم بأعمال رئيس المخابرات والذي وصفته بيري بـ "المحنك" والذي يعرفه الإسرائيليون جيدا منذ أن ظهرت صورته وهو يمسك بذراع الجندي الإسرائيلي الأسير لدى حماس "جلعاد شاليط" لحظة تحريره، ولم تتحدث بيري كثيرا عن شحاته مكتفيه بالقول إنه قائد ومستشار أمني جيد وذكي يستعين به الرئيس في الأزمات الأمنية، خاصة في هذه الأجواء الصعبة التي تعيشها مصر.
رابع هذه الشخصيات محمد فؤاد جاد الله المستشار القانوني للرئيس، والذي وصفته بيري بالمستشار المحنك والذي اتجهت إليه الأنظار عقب إعلانه أن القاهرة تدرس تعديل اتفاقية السلام مع إسرائيل.
وأوضحت بيري أن الشواهد تؤكد إن جاد الله يعكف الآن وبقوة على دراسة التعديلات القانونية التي يمكن إدخالها على اتفاقية السلام، وبالتأكيد سيرفع للرئيس وجهة النظر القانونية دوليا في هذه القضية التي وصفتها بيري بالمثيرة للجدل والاهتمام.
خامس الشخصيات التي رصدتها بيري في تقريرها هو عبد الحافظ الصاوي المستشار الاقتصادي الأول للرئيس المصري والذي يدير اقتصاديات الحكومة حسبما تشير كافة الشواهد، وتزعم بيري أن الصاوي يدير وبمنظومة اقتصادية وزارات المالية والبترول والاستثمار والتجارة الداخلية والسياحة عن طريق مستشارين وأعين أختارها هو.
وأوضحت بيري أن الصاوي يعلم ضرورة انتصاره في معركته لتحسين الوضع الاقتصادي، خاصة وأن البلاد الآن في موقف حرج بين شعب يطلب تحسين وضعه الاقتصادي وأموال يحتاجها الجيش وقوات الأمن لمواجهة الإرهابيين في سيناء.
وتختتم بيري المستشارين بما أسمته "المستشار الأهم" الآن وهو خيرت الشاطر الذي وصفته بملياردير التكنولوجيا وصاحب التأثير القوي أيضا في الاقتصاد المصري، مشيرة إلى أن الشاطر وكعادته يركز وبقوة على هدف واحد الآن من أجل تحقيقه وهو محاولة جذب أكبر قدر ممكن من رجال الأعمال العرب للاستثمار في مصر، وهي مهمة بدأت في النجاح - على ما يبدو- على صعيد القطريين تحديدا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق