رابط دائم
أجرى باحثون من جامعة «ماكجيل» الكندية سلسلة من ثلاث دراسات ضخمت من آثار نظام تحديد المواقعGPS علي المخ البشري، وكشفت أن مستخدمي أجهزة الـGPS بشراهة من الممكن أن يعانوا من معدل مرتفع لتعرضهم للإصابة بمشاكل في الذاكرة والتوجه المكاني.
ووجد «فيرونيك بوهبوت» أستاذ الطب النفسي في معهد «دوجلاس» للصحة النفسية جنبا إلى جنب مع فريق باحثين جامعة ماكجيل أن أولئك الذين يستخدمون نظام تحديد المواقعGPS للتنقل لديهم في كثير من الأحيان فرصة أكبر من غيرهم للإضرار بمنطقة في المخ التي تتحكم في الذاكرة.
يستخدم البشر عموماً واحدة من طريقتين في التنقل؛ الأولي استراتيجية الملاحة المكانية والتي يتم فيها استخدام المعالم لبناء خرائط معرفية تساعدنا علي معرفة أين نحن من دون استخدام نظام تحديد المواقعGPS. أما الثانية فهي استراتيجيه التحفيز والتي تحدد أفضل وسيلة للوصول الي اتجاه معين وهي الأقرب للطريقة التي يتنقل بواسطتها مستخدمو نظم الـGPS، وعندما تم أجراء تصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي علي مستخدمي الطريقتين، وجد الباحثون أن مستخدمي الطريقة الأولي لديهم نشاط أكبر في منطقة بالمخ مرتبطة بالذاكرة والملاحة معروفه باسم منطقة «الحصين».
وأشار الباحثون إلى أن الإفراط في استخدام أجهزة الـGPS قد يؤدي لضمور في منطقة الحصين مع التقدم في العمر، الأمر الذي يضع الشخص لخطر التعرض لمشاكل في الإدراك مثل مرض الزهايمر الذي يصيب الحصين أولاً قبل أي جزء آخر من المخ، مما يؤدي الي مشاكل في الذاكرة والتوجه المكاني، وخلال اختبار إدراكي؛ سجل مستخدمو أجهزةGPS خللاً إدراكيا أعلي من مستخدمي إستراتيجية الملاحة المكانية.
ووفقاً للدراسة فإن هذه النتائج تشير إلى أن الذاكرة المكانية تزيد من نشاط منطقة الحصين مما يؤدي الي زيادة جودة نوعية الحياة ويقلل من تدهور حالة الذاكرة، ولكن لم تنصح الدراسة بالتخلص من أجهزة الـGPS نهائياً وإنما توصي بأخذ راحة بين الحين والآخر، واستخدام تلك الأجهزة في استكشاف البيئة حولنا دون الاعتماد الكلي عليها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق