والتدبر: هو الفهم لما يتلى من القرآن، مع حضور القلب
وخشوع الجوارح، والعمل بمقتضاه.
ويكون بإطالة نظر القلب إلى معانيه، وجمع الفكر على فهمه
وتعقله، وأن يشتغل القلب في التفكير في معنى ما يلفظه بلسانه،
فيعرف من كل آية معناها، ولا يتجاوزها إلى غيرها حتى يعرف معناها ومرادها
وقيل معناه: هو التفكر الشامل الموصل إلى أواخر دلالات الكلم
ومراميه البعيدة.
ُ قال الحسن البصري:والله ما تدبره بحفظ حروفه وإضاعة
حدوده، حتى إن أحدهم ليقول: قرأت القرآن كله ما أسقطت منه
حرفا واحدا وقد واالله أسقطه كله، ما ترى القرآن له في خلق ولا
عمل».
روى ابن كثير عن ابن مسعود قال: «والذي نفسي بيده إن
حق تلاوته أن يحل حلاله، ويحرم حرامه ويقرؤه كما أنزله االله...».
قال الشوكاني: «يتلونه: يعملون بما فيه، ولا يكون العمل به إلا
بعد العلم والتدبر».